الخميس، 24 يونيو 2010

علمانية علمائنا ..!


تعتريني حالة جنونية من الحلم لأصبح عالمًا ما !
عالمًا تنير الدنيا بعلمه ، وينهل الناس من ثماره الطيبة .. عالمًا يتقي الله في كل حين !
عالمًا زاهدًا ورعًا ، عالمًا يجده الله حيث أمره .. ولا يجده حيث نهاه

ويحدث أن يحدثني أحدهم عن حُلمه أن يكون عالمًا ، ثم يتراجع عن حلمه ..

ماهو سبب هذا التراجع ؟

وكيف لحلم أن يطوى وأن يندثر بهذه السهولة ؟ !

...
ثم يأتي سؤال قد بُعث من جثمان إجابة ..
هل كل علمائنا مخلصون ؟
أتحرج دومًا عن الكلام عن علمائنا الأفاضل ، فهم نور الدنيا وبهجتها ..وهم "ثروة الحياة الدنيا " !
لكنهم بشر .. وغير معصومين ، ويجب علينا أن نناقشهم ونحاورهم

لماذا يفصل بعض علمائنا الأفاضل الدين عن السياسة ؟
أليست هذه علمانية ؟ أو ليست السياسة جزءً لا يتجزأ عن الحياة؟
أو ليس الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان سياسيًا وعالمًا؟

لماذا عندما كانت حرب غزة مشتعلة كان إمام مسجدنا يتكلم عن الوضوء وأحكامه؟
أيعقل أن يأتي أحد إلى المسجد دون وضوء ؟
ماذا سيفيدنا الحديث عن حكم قيادة المرأة للسيارة والمسجد الأقصى محاصر ؟

لماذا لا يتحدث علماؤنا عن القضايا الحاسمة في أمتنا ؟
لماذا يهتم أحد مشايخنا بحكم إرضاع المرأة للرجل في عصر يموت فيه آلاف الناس في العراق من الحرب الطائفية ؟
أوليست مهمة العلماء هي مجاراة العصر لا نبش قضايا خلافية لن تفيد الأمة بشيء .. بل ستزيد الصدع الحاصل !!

لماذا يتم الفصل بين الأحكام الفقهية وبين مقاصد الشريعة ؟
لماذا لاتراعى القيم والمثل الإنسانية في بعض الفتاوى الفقهية كفتوى الإرضاع مثلًا ؟

لماذا اتسعت دائرة الحرام .. لماذا أصبحنا لانسمع فتوى إلا وتسبقها مليووون كلمة حرام ؟
أوليس رسولنا المختار -صلى الله عليه وسلم - قرنه خير القرون ، ورغم ذلك كانت دائرة الحرام في عصره أصغر دائرة ؟


لماذا لا يحترم البعض الخلاف بين العلماء؟
لماذا يتم ترجيح قول على حساب الآخر رغم أن في الأمر سِعة وأن الأدلة الصحيحة متوفرة في كلا الرأيين ؟

لماذا لا يعود مبدأ أن الله أكبر ..!
الله أكبر وكلامه أكبر من كلام الجميع ..؟ وأن جميع العلماء في النهاية يجمعهم غرض واحد فقط .. وهو إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى ؟
لماذا تتحول بعض مناقشات العلماء إلى منافسة .. ليحزم الحق أمتعته مؤذنًا بضياع القيم والمثل ؟


أي دين هذا الذي يُضيق على الخلق بكل أنواع "الحرامات " ويشتغل بسفساف الأمور عن معاليها ؟

في النهاية أذكر قول الله تعالى في سورة لقمان : "وَمِنْ النَّاس مَنْ يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيث لِيُضِلّ عَنْ سَبِيل اللَّه"

قال الكلبي ومقاتل: نـزلت هذة الاية
في النضر بن الحارث،قال
وذلك أنه كان يخرج تاجرًا إلى فارس
فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشًا
ويقول لهم: إن محمدًا عليه الصلاة والسلام
يحدثكم بحديث عاد وثمود،
وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة،
فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن،
فنـزلت فيه هذه الآية

..
لربما تحولت بعض الفتاوي الآن إلى "لهو الحديث " المراد بالآية !

فبعضها يُضل عن سبيل الله ..

وقد تعلمت أن كل شيء هراء إلا ما قال الله أو قال رسوله -صلى الله عليه وسلم - انه ليس كذلك ..!

..
مايُهمني قوله هنا .. أن هدف هذه التدوينة ليس التشهير بعلمائنا رحمهم الله برحمته ، أو التقليل من شأنهم -لاسمح الله -

إنما هدفها أن نناقش أخطاءنا لننهض بنا
و50% من حل المشكلة .. الإعتراف بوجودها أصلًا

أضاءنا الله بعلمائنا وأضائهم بنوره .. ورحمهم وأرشدهم وهداهم

=")