الخميس، 28 أكتوبر 2010

خطبة جمعة ، ليس إلا !


علمونا ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب (.. !

لكننا تكلمنا فلم نحصل إلا على غصة وسكتنا فلم نجد الذهب الذي زعموا ..

لذا تعلمت أن الحصول على غصة ،خيرٌ من انتظار ذهبٍ لن يأتي أبدًا

---

لم يكن استيقاظه المبكر في ذلك اليوم فكرة سديدة بنظره .. إلا أنه استيقظ مبكرًا لأنه لم يجد مبررًا لأن ينام ساعاتٍ أكثر من الإثنتي عشر ساعةً الفائتة

أمسك بجواله ونظر إلى التقويم فيه .. يا إلهي إنه يوم الجمعة !

اغتسل وتطيب ، وأمسك بزمام ثوبه وقرر -بخطوة غير مسبوقة - أن يذهب إلى الصلاة مبكرًا .. فقد اعتاد أن يأتي المسجد في الوقت الذي يقول فيه الإمام : " اللهم أنصر الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين ."

ليردد عددًا من "الآمينات " التي لم يستشعرها قط !

لم يعرف يومًا كيف تكون نصرة الإسلام ، ومن هم المسلمين الذين ينصرهم الله !بل وإنه لم يفكر في أن يعرف من هم الأعداء الذين يدعوا عليهم مع الإمام منذ عقود !

بدأ الإمام خطبته التي تحدث فيها عن مفسدة عمل المرأة ، وأنها فتنة أينما ذهبت ! وأنها يجب أن تلزم بيتها وتربي أبناءها ، وأن أي خروج لها يُعتبر خطرًا يَهُزُ كيان الأمة .. خطرًا يدعوا إلى التخلف ، ويفسد أجيال الشباب ! وأن العمل هو شأن الذكور وحدهم ..

أراد أن يسأل الإمام عن اللواتي لايملكن إلا أنفسهن في إعالة عوائلهن .. أراد أن يسأله عن الأرامل وأمهات اليتامى اللاتي تخلى الذكور عنهن ! عن المبدعات اللاتي تحتاج الأمة إلى فكرهن !

ولكنه تذكر أن هذه خطبة جمعة .. وليست مؤتمرًا صحفيًا للإمام !!

واسترسل الإمام .." إن خروج المرأة للعمل يدعوها إلى التبرج والسفور ، والإختلاط المحرم .. وإن من تخرج للعمل وتختلط بالرجال -أيًّا كان نوعه وأيًّا كان لباسها - هي فتنةٌ ضالة مضلة .. بل وأنها رِجسٌ من عمل الشيطان !!"

أراد أن يصفق للإمام .. لكنه تذكر أن هذه خطبة جمعة ، وليست قصيدة في أمسية شعبية !

ثم أردف الإمام قائلًا .. " إن ما يدعوا المرأة إلى ترك مهماتها الأولية في تربية بيتها وأبنائها .. هو التلفاز !! وما يقدمه من أفكار علمانية هدامة تفسد المرأة !!

وإن بعض الناس -هداهم الله - يدخل التلفاز على بيته بحجة متابعة السياسة .. ومعرفة ماذا يجري في العالم .. " ثم بين أن هذا خطأ ! وأن السياسة ليست من الدين في شيء وليست من الإسلام في شيء ، وأن المرء كمسلم .. لا ينبغي له أن يعرف أشياء لن تفيده في دينه وعقيدته !

يبدأ الإمام أخيرًا في الجزء الذي يعرفه جيدًا ، ويرفع صوته بالدعاء : " اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، من اليهود والنصارى والعلمانيين الذين يريدون فصل الدين عن الدنيا ، اللهم جمد الدم في عروقهم ولا تغادر منهم أحدًا "

يتوقف عن التأمين فجأة !!!!

ويتساءل .. لماذا يدعو الإمام على نفسه بهذه الطريقة البشعة !!؟ أوليس من العلمانية .. أن يفصل المرء الدين عن السياسة ؟؟!

أراد أن يسأله .. ولكنه تذكر مجددًا أنه ليس مؤتمرًا صحافيًا .. وأن الأحذية تخلع عند باب المسجد ..!

فقرر أن يخلع عقله مع حذائه في المرة المقبلة !

قُضيتِ الصلاة .. وخرج من المسجد .. فوجد امرأة "متسولة " فتذكر كلام الإمام عن عمل المرأة والإختلاط ، لكنه تذكر كذلك أن التسول ليس عملًا لتُلام المرأة عليه .. فأخرج مافي جيبه من "فكّة" وابتسم ابتسامة الرضا !

---

بعد البدء :

كم هي مؤلمة صرخات صمتنا خلف قضبان الحنجرة !