الجمعة، 19 فبراير 2010

احتضارات ..مُنْتهية الصَلاحية


البارحة فقط ناديت أحدهم باسمك ..

هي هكذا يا (.....) ، عندما أبدأ بالهذيان

تمر الأيام على خير ، واشعر بالأمل في كل ركن من زوايا غرفتي ،،

لكنني الآن .. أكاد أموت من الأمل

في كل ليلة .. أسأل نفسي سؤلا واحدًا

ياترى ، كم على مثلي أن تتحمل ؟

إلى أين سأصل ؟

ثم لا أفعل شيئًا .. أحكم وثاق قلبي ..أربط عليه جيدًا

أتأكد من أنه لازال ينبض

أغمض عيني على مضض

أتأكد من أنهما لن تخذلانني !

وأنهما ستنامان عندما آمرهما بذلك

تطاوعني عيني .. لكن قلبي يستمر بالنبض بصوت مرتفع

أشعر أنه يعرف كيف يحزن بصوت ، يحزن بنبض

أشعر بعظمته ، برباطة جأشه ، وهو يتحمل كل أنواع الحزن

ومع ذلك يستمر في تغذية بقية الأعضاء ، حتى تستمر في ثنايا هذه الدنيا ..

...

ها أنا ذا .. أكتب عنك بعد كل هذه الأشهر ..

ياترى أي رسالة ستصل إلى قلبك الذي لم يعد في وسعه حمل مثلي ،

أفكر في محو كل الحماقات التي قُلتها لك مسبقًا ..

لأحتفظ بما تبقى لي من حياة

لكنني أعود في كل مرة ، وانفجر

إذ كيف على مثلي أن تُثمن كل هذا الشوق بالصمت ..

أي حنجرة هذه ؟

التي أستخدمها مع الجميع ، مع من أحبهم

ومع الذين أكرههم ، ثم لا أستخدمها معك أنت ؟

نسيت أن أخبرك ..

البارحة تلصصت أمي على أحد خيباتي معك ..

لأن وجهي وحنجرتي لا يملكان قدرًا من الكتمان

عندما تستمر قلوبنا بالنبض ، والصمت ..

فإن أعضائنا الأخرى تُفشي أسرارها

_ ماريا .. منتي على بعضك ..

اشبو صوتك ؟

_ ولا شي ياماما .. بس طفشانة

_ بتبكي ؟

ضحكتُ بحزن وأجبتها ..

_ على ايه ابكي .. مافي شي يستاهل ..!

تحسستُ وجهي .. وأزلت مابه من دموع .. ابتسمت بسخف ..

وحمدت الله على ماتبقى عندي منها

لاستخدمها في ليلة أخرى في موعد مع البكاء

....

أمي .. أحبها كثيرًا .. أتذكرها في كل لحظة .. يأسرني جمالها

وحنانها .. كل شيء فيها جميل

إنها تشعر بي عندما أكون على غير مايرام ..

وها أنا ذا أكذب عليها .. أتبرأ من دموعي ومن حزني

وأقول لها أنني بخير .

بسببك ..

سامحيني يا أمي .. لكنني لا أستطيع أن أشاركك الخيبة ..

إنها مؤلمة ، وأنت تحبينني .. أنا أعرف هذا

لكنك لم تقوليها بعد ..

.....

البارحة فقط .. تذكرتك .. مثل كل مرة أفعل ..

لازلت أتذكر أول مرة رأيتك فيها ..

لازلت أتذكر ابتسامتك ، ووجهك ، وطريقة سيرك

ودفأك ، وصوتك .. وكل شيء فيك

أتذكر أول مرة ناديتني فيها باسمي

شعرتُ بالفخر .. وبان اسمي في آمان في فمك

احتفظ فيه يا (....) ..

فإنني أشعر أنه لم يعد لي .

وبأنه ليس هو نفسه عندما تقوله أنت ..

...

نسيت أن أخبرك ..

عندما قرر الظلام أن يجيء

كنت لازلت استحضر صورك في مخيلتي ..

أنت تكون كل يوم هنا

أمام عيني ، وبقلبي

وعندما أنظر إلى المرآة

أراك أنت .. لا أراني أنا

أرأيت كيف أني أحبك بطريقة سخيفة

حتى عندما أستيقظ من النوم

تكون أنت أول حماقة أرتكبها ..

لا أحد سواك يحرضني على الحياة .. كل الأشياء غيرك

تبدو باردة وباهته ورمادية !

أحيانًا أشعر أن حياتي كــ لوحة بين يديك

تلونها عندما تكون "فاضي"

مشكلتك أنك رسام ، وتجيد استخدام الألوان كثيرًا

فلماذا تسيء استخدامها معي ؟

لماذا لم تجبني على أي سؤال حتى الآن ؟

ولماذا أنا أكتب إليك الآن ؟

ولماذا توقفت للبكاء قبل قليل؟

ولماذا عدت وأكملت الكتابة ، وأنا أعلم أنها عنصر نشط يتفاعل مع الدموع

وينتج أنواعًا جديدة للحزن؟

لماذا أنت لازلت بقلبي ، تأخذ المكان كله .. ولا تفسح لأحد غيرك ؟

لماذا أنا مشتاقة إليك الآن ؟

حسنًا .. دعنا نتفق ..

لا أريد منك شيئًا .. سوى أن تأخذك معك وترحل

أعد إلي قلبي كما كان .. أرجوك

..لاتخف أنا في كل مرة أتخيلني وأنا في البعيد



وأشعر بالحنق عليك
وأفكر ..
كيف ستضيعني وستسمح لي بالرحيل . . !!
أفكر كثيرا كيف ستمنح كل هذا الفضاء فرصة ابتلاعي !!
أسوف تكون تنظر إلى عينيّ وأنا أودعك ؟
أفكر هل ستصدقني حينما أكذب عليك وأقول لك أنني سعيدة ؟
أفكر هل تدرك حقًا كيف هي المساءات بدونك ؟
أفكر هل ستشعر مثلي كم هي كئيبة إجازة نهاية الأسبوع وأنت لست فيها ؟؟

أها تذكرت ..

أنت لايهمك موتي في كل مرة تألم فيها

فكيف ستهمك حياتي ؟

آآوه .. تذكرت أيضًا

لقد أفرطت في استخدام الأخضر ، لونك المفضل

مع كل ما لدي من احتضارات

لاأعلم تاريخ صلاحيتها


قبل الهاوية :

اللهم أبدلني قلبًا خيرًا من قلبي
...

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

حمار للبيع !


آآه ،، كم أرغب في البكاء !
وهي رغبة أرغبها حتى وأثناء نشوات الضحك العابرة !

لاتستغربوا يومًا إن قلت لكم بأني أذرفها حتى وأنا سعيدة ..
وكأن عيني لديها فائض في الانتاج ، وسوء في الاستغلال !

تؤسفني محاولاتي اليائسة في كل مرة أن أفعل نفس الأشياء الغبية السابقة ، في محاولاتٍ مني لجعل الأشياء السحرية تحدث ، والمصباح السحري يضيء
، بالمناسبة !
كم أنا ناقِمة على مُخترع هذا المِصباح ، لأنه لديه درجة غريبة من اليأس ، أو كان متأملاً إلى درجة اليأس ،
هل تصدقون أن اليأس هو وصف بَغيض لدرجة معينة من الأمل !

حسنًا ، ليس لدي مصباح علاء الدين ، لكن لدي أمنيات غبيه
لكن مبررات غبائي نبيلة ، ومن الجميل أن يكون لدينا مبررات للغباء ، حتى وإن كانت غير نبيلة !

آآآه ٍ
كم أرغب في أن أعلق لافته كبيرة على رقبتي ، واكتب فيها " لاتكن مثلي " وأجوب شوارع مديتنا البائسة بها
مُدهش أن أفكار الإبتدائية لامعة !
أذكر أن إحداهن يومًا ، علقت على رقبتي من الخلف ، ورقة مكتوب عليها "حمار للبيع" !
لم انتبه وقتها ، وعندما بدأ الجميع بالضحك ، هكذا .. دونما سبب ، تحسستُ رقبتي
وحملت الورقة ، وقرأت مافيها !
اغرورقت عيناي بالدموع ، وبدأت بالبُكاء ، لم تكن نظراتهن الآسفة ، كفيلة بمسح ماتبقى عندي من وجع !
من المؤلم جدًا أن تكون شيئًا سخيفًا يُضحك الناس !
والمؤلم أكثر أن تُضحكهم دون أن تعلم أنك تستطيع !
دون أتدري أو تشعر !

مضى الموقف على خير ، لكن المشهد بقي محفورًا فيّ !
وها أنا اليوم أرغب في تعليق لافته على رقبتي ..
وورقة كتلك على قلبي ، واكتب عليها "حمار للبيع"
إذ أن الصفقات الفاشلة ، طاولت حتى المُضغة التي إذا ألِمتْ ، ألِم الجسد كُلّه !

وصدق أحدهم الذي قال " قلبك يبقى قلبك إذا أنت لم تعره لأحدهم ، وإن أنتَ وهبته لأحدهم ..أصبح كلبك !!"
هذه العبارة رغم بساطتها اللغوية ، لكن لها معنى كبييير في حياتي !
لكنني فضلت أن أسير في شوارع وممرات حياتي بلاقلب ، وبكلب يطلق عليه -قلب سابق- !
مع أني لم أُخْيّر حتى أختار !
لكن ، يُقال أن الكلاب وفية ، والقلوب كذلك !
لكن القلوب قبل عملية التحول السابق ذكرها ، يصعُب عليها تحمل حتى الدماء !
لذلك فهي تضخها لبقية أعضاء الجسم
في محاولاتٍ يائسة لتشرح ذاتها من خلال ماتُرسله من دم ، مُحمل بالأوكسجين والصفائح الدموية ، والكثير من الألم والحب المُتدفق !

لا أعلم لماذا تحول ما أكتبه إلى درس أحياء ، وحمل أيضًا تناقضات في وصف القلب بأنه حمار ثم بيعه على أنه كلب !
على العموم ، جميعها حيوانات ، والغريب أنها تشبهه كثيرًا !

على حافة النهاية :
أكره أن يقول لي أحدهم كوني نفسك !
ماذا أقول .. أنا بحاجة إلى نفس لأكونها .